• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

ابن العديم وكتابه "زبدة الحلب من تاريخ حلب"

إبراهيم السيد شحاتة عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/11/2010 ميلادي - 24/11/1431 هجري

الزيارات: 37229

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ابن العديم وكتابه "زبدة الحلب من تاريخ حلب"

المقدمة:

لا شَكَّ أنَّ للمدرسة الشامية دَورًا في حركةِ التاريخ الإسلامي، وقد بدأ هذا الدَّور منذ انتقال مركز الخلافة إليها، وزاد بوجود عَددٍ من الصَّحابة الذين شاهدوا حركةَ الفتوحات الإسلامية الأولى، وكذلك الفتوحات الأُمَوية، وكذلك فقد اهتمَّ خلفاء بني أمية بالحركة العلمية بصفة عامَّة، وبحركةِ التاريخ الإسلامي بصفة خاصة.

 

ومن مُنطَلق الإيمان العميق بهذا الدَّور، سنخصص هذا البحثَ للحديث عن مُؤرِّخ من أهم مؤرخي هذه المدرسة، وهو المؤرخ الأديب كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة، المعروف بابن العديم، مُحاولين الوقوفَ على حياته، وثقافته، وإسهامه الكبير في سير حركة التاريخ الإسلامي، وفي التاريخ لبلاد الشام بصفة عامَّة، وتاريخ حلب بصفة خاصة.

 

ولذلك فقد اقتضت خطةُ البحث أن تكون في مُقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، فأَمَّا التمهيد، فقد عرضنا فيه للمدرسة الشامية بصُورة موجزة، وعرضنا في الفصل الأول لحياة ابن العديم، ثم عرضنا في الفصل الثاني لتُراثه العلمي، وأهَمِّ مُؤلفاته التاريخية، ثم عرضنا في الفصل الثالث لكتابه المُسَمَّى "زبدة الحلب من تاريخ حلب"، محاولين الوقوف على سبب تأليفه لهذا الكتاب، ومحتوياته، وأهميته، ومنهجه، ثم عرضنا لبعض آراء المؤرِّخين والباحثين فيه، ثُمَّ ختمنا البحث بخاتمة وَضَّحْنا فيها أهَمَّ النتائج التي توصلنا إليها، ثم وضعنا ثبتًا بأهم مصادر ومراجع البحث.

 

وبعدُ؛ فنرجو أن نكون قد وفقنا فيما عرضنا له، والله من وراء القصد.

 

التمهيد

تعود نشأة المدرسة الشامية إلى اهتمام مُعاوية بن أبي سفيان، الذي استدعى إلى بَلاطِه عبيد بن شرية الجرهمي اليمني؛ حيث كَلَّفه بكتابة تاريخ للعرب أسماه: "كتاب الملوك وأخبار الماضين"[1].


ومع ازدهار الكتابة التَّاريخيَّة في القرن الثَّاني الهجري، تأثَّرت دمشق وغيرها من المدن الثقافية الإسلامية بما كان يَجري حولَها، إلاَّ أنَّ مَدرسةَ الشام لَم تواكب رَكْب الكتابة التاريخية بما كان مُتوقعًا لها في العصور الإسلامية الأولى؛ وذلك للظُّروف السياسية التي مَرَّت بها الدولة الإسلامية، ومع ذلك فلا يُمكننا أن نغمطَ حَقَّ المدرسة الشامية ودَوْرَها في عملية تطوير الكتابة التاريخية بوجه عام[2].


وقد أسهمت كثير من المدن الشامية في تغذية المدرسة التاريخية في بلاد الشام، عن طريق عدد من الرجال الذين وضعوا لبناتٍ هامَّة في ثقافة هذه المرحلة، لا سيما في تدوين التاريخ[3].


لكن من المؤسف حقًّا هو اندثار النِّتاج العلمي لمؤرخي الشام في القرون الثلاثة الأولى، أو ندرته بين المصنفات التاريخية اللاحقة.

 

ولعلَّ مَا يؤكد ذلك انتقالُ الجذب الحضاري إلى بغداد، وازدهار الحضارة فيها، الأمرُ الذي كان له الأثر الأكبر، الذي أفقد دمشقَ وبلادَ الشام الأخرى العناية والاهتمام[4].

 

ولقد شهدت المدنُ الأساسية في بلاد الشام نشاطًا ملحوظًا، شَمِلَ الحياةَ الفكرية والثقافية، بما في ذلك الكتابة التاريخية، وكان لدمشق وحلب الدورُ الأكبر في هذا المجال، وإن اشتركت معهما مدن شامية أخرى.

 

وشهدت المدرسةُ الشامية أقصى نَشاطٍ لها خلالَ القرنين الخامس والسادس الهجريَّيْن، ويُمكن أن نُرجعَ ذلك إلى تَمتُّع الشام في تلك الفترة بنَوعٍ من الاهتمام من الحُكَّام الزنكيين، ومن بعدهم مِن الأيوبيين[5].

 

وقد ظهر خلال حُكم الزنكيين عددٌ من المؤرِّخين ممن كانوا بحقٍّ العُمُد والأساس لهذه المدرسة[6].


وإن امتاز الإنتاجُ العلمي لهؤلاء المؤرخين بنوعٍ من التخصُّص والإقليمية، إلاَّ أنَّهم شاركوا مع غيرهم من رجالِ المدارس الإسلامية الأخرى في أنواعِ الكتابات المعروفة، فمنهم مَن كان موسوعيًّا في كتابته، ومنهم مَن كان مَحليًّا يكتب تاريخًا لإقليمه أو لمدينته على وجه الخصوص[7].

 

وقد أسهمت حلب بدَوْرٍ كبير في إثراء المدرسة التاريخيَّة في بلاد الشام، فقَدَّمت رجلين من رجالها، هما: ابن طي، وكمال الدين بن العديم[8].


وقد جعلنا هذه الدِّراسةَ لكمال الدين بن العديم المتوَفَّى عام 660هـ/1262م، فقد نشأ في بيت عِلْم وفضل، وزار كثيرًا من البُلدان، وجالس الفُقهاء وغيرهم، وكان من الرجال المُقرَّبين لذوي السُّلطان، كما أنه قام بكثير من السِّفارات بين الملوك والأمراء؛ ولذلك فقد توفرت له رواياتٌ لَم تتوفر لغيره وهو يكتب تاريخَ بلده حلب؛ حيث جعل جُلَّ كتابته مُختصة بها، فقد قدم لنا صورةً مُؤكدة وصادقة من خلال تصويره لأحوال بلاد الشام في ذلك الوقت بصِفَة عامَّة، وفي مدينة حلب بصفة خاصَّة[9] في كتبه عامة، وفي كتابه زبدة الحلب من تاريخ حلب، ومن هنا فإنَّ موضوع الدراسة في هذا البحث سيدور حول هذا المؤرِّخ، وحول هذا الكتاب الذي يعد من المصادر الأولى لكل مَن أراد ويريد أن يتناول هذه الفترة.

 

الفصل الأول:

سيرة حياة ابن العديم

1- نسبه ومولده.

2- أسرته.

3- نشأته وحياته.

4- مكانته والوظائف التي تولاها.

5- وفاته.

 

1- نسبه ومولده:

هو كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة، المعروف بابن العديم[10]، وكان ابنُ أبي جرادة صاحب أمير المؤمنين علي- رضي الله عنه[11]- وينتهي نسبُ ابن العديم إلى قبيلة عقيل ممن كانت إمارتُهم بأرضِ العراق والجزيرة؛ ولذلك فإنَّ ابنَ العديم يُدْعَى بالعقيلي، وبذلك يكون ابنُ العديم عربِيَّ النَّسَب[12].


وكانت لآل جرادة محلة في البصرة تُسمَّى "محلة بني عقيل"، فالأسرة كثيرة العدد، رفيعة المكانة، عظيمةُ الجانب، وهي على جانبٍ كبير من الثَّروة والغنى، فقد ملك أفرادُها قُرًى واسعة في حلب، ولم تقع هذه الأسرةُ في عَدَمٍ أو فَاقة؛ وإنَّما كان ذلك الاسم بسبب استعمالِ أحد أفرادها كلمةَ العَدَم في شعره، وإكثاره منها[13].


وفي ذلك يقول ياقوت الحموي: سألته أولاً: لِمَ سُمِّيتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعةً من أهلي عن ذلك، فلم يعرفوه، وقال: وهو اسم مُحدث لم يكن آبائي القُدماء يُعرَفون بهذا، ولا أحسب إلاَّ أنَّ جَدَّ جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة- مع ثروة واسعة، ونعمة شاملة- كان يُكْثِر في شعره من ذكر العَدَم وشكوى الزمان، فسُمِّي بذلك، فإن لم يكن هذا سببه، فلا أدري ما سببه[14].


ولذلك، فهذا غموضٌ في سبب التسمية لَم يستطعِ ابنُ العديم نفسه أن يحلَّه، وكذلك فلا حيلةَ لنا في ذلك إلاَّ إذا كان ابن العديم يحب أن يتناسى فَقْرًا أو عدمًا طرأ على الأسرة، وتعلق بأهدابها[15].


وقد وُلِدَ ابنُ العديم بحلب في ذي الحجة 588 هـ[16]، وعندما بلغ السابعة من عمره، ذهب إلى المكتب، وفي المكتب ظهر نبوغ الطفل؛ حيث استطاع كتابةَ البسملة رغم صِغَره، واستطاع تقليد خط معلمه، فتفرَّس فيه الناسُ النجابةَ والذكاء[17].

 

2- أسرته:

في مَطلع القرن الثالث للهجرة، قَدِمَ أحد أجداد بني العديم، وهو موسى بن عيسى، من البصرة إلى الشام في تجارة، وفي ذلك الوقت حدث طاعون في البصرة، فاستقر الرجلُ وأهله في الشام، واستوطن مدينةَ حلب[18] الحاضرة التِّجارية على مَرِّ الأجيال، وخَلَّف هذا الرجلُ أسرةً يُفِيضُ ابنُ العديم في الحديث عنها، فقد ترك ثلاثة أولاد، أعْقَب اثنانِ منهم عَقِبًا لَم ينقطعْ عِدَّةَ قرون، وهما هارون وعبدالله[19].

 

وشغل أولادُ هارون وأولاد عبدالله مناصبَ في القضاء، والحديث، والخطابة، والحسبة، والإمامة، وكان ضِمْنَهم الشعراءُ، والكتاب، والفُقهاء في الدولة المرداسِيَّة، وما تبعها من دولة عقيليَّة، وكانوا في خدمة العباسيِّين حِينًا، وخدمة الفاطميين حينًا آخر، ثم في خدمة الدولة النورية والصلاحية حتى كان الكمال بن العديم[20].

 

ولذلك قال ياقوت الحموي فيهم: وبيت أبي جرادة بَيْتٌ مشهور من أهلِ حلب، أدباء، شعراء، فقهاء، عُبَّاد، زُهَّاد، قضاة، يتوارثون الفضلَ كابرًا عن كابر، وتاليًا عن غابر...[21].

 

وفي هذه الأُسرة- التي تولت القضاءَ والمناصِبَ العالية، وأخذت بأسباب الوجاهة في حلب، وتعلقت بأهداب الثقافة، فنَظَمَت في الشِّعر، وشاركت في الفقه- نشأ أحمد بن هبة الله- والد ابن العديم- ولم يكن غريبًا أن يتحلى بما تَحَلَّى به آباؤه وأجدادُه، فقد تَولَّى الخطبةَ بحلب على أيام نور الدين محمود بن زنكي (553هـ- 569هـ)، وتولَّى الخزانةَ في أيام والده الملك الصالح إسماعيل (565- 577هـ)، وتولَّى القضاءَ في حلب وأعمالها سنة 575هـ مُدَّةً طويلة، وعزل بعد ذلك سنة 578هـ؛ لأن الدولةَ شافعية، والرجل من الحنفية، وآباؤه كلهم حنفيون[22].

 

وقد ولد لأحمد بن هبة الله عِدَّة بنات وكبرن، ولم يولد له غير ولد واحد ذَكَر تُوفِّيَ وعمره خمس سنين، فحزن عليه ويئس، ولكنَّه حلم بأنَّ ولدًا سيولد له، يعلو قدره، ويعظم أمره، ويشيع بين الأنام ذكرُه، وكان الوالد قد جاوز الأربعين، فحملت الأمُّ بكمال الدين عمر، وكناه أبوه بأبي القاسم على رأيِ أكثر المؤرخين، ويكنيه بعضُهم "بأبي حفص"[23].

 

وفي ذلك يقول ياقوت: سألته- أدام الله علوَّه- عن مولده، فقال لي: ولدت في ذي الحجة سنة ثمانٍ وثمانين وخمسمائة، قال: فلَمَّا بلغتُ سبعةَ أعوام، حُمِلْت إلى المكتب...[24].


3- نشأته وحياته:

نشأ ابنُ العديم بحلب في أسرة واسعة العلم والثَّراء، وكان أبوه ميسورَ الحال، فقد ذكر ياقوت الحموي عن ابن العديم قولَه: "وخرجنا إلى ضَيْعةٍ لنا"، وكان مَن مَلَك ضَيْعَةً في ذلك الوقت في مَقْدوره أن يبذلَ وأن يسخوَ في سبيل ولده حتى يبلغَ من الثقافة والعلم مَبلغًا عظيمًا[25].

 

وقد ظهرت علاماتُ النَّجابة والذَّكاء على مُؤرخنا منذ طفولته[26]، فقد ختم القرآنَ الكريم وهو في التاسعة من عمره، وقرأ بالعشر وعمره عشر سنين، وكان والدُه يجهل أصولَ الخط، ولم يكن خطه بالجيد، فأراد أن يتقنَ ابنُه هذا الفرع من العلم، ولذلك فقد عمل على تشجيعه[27]، حتى أضْحَى صاحِبَ خطٍّ منسوب لابن البواب[28].

 

ويبدو أنَّ ابنَ العديم عمل كأجداده وآبائه، فأخذ من كلِّ علم بطرف منذ نعومة أظْفَارِه، فقد قال فيه ياقوت الحموي: لم يعتنِ بشيء إلاَّ وكان فيه بارزًا، ولا تَعاطَى أمرًا إلاَّ وجاء فيه مُبَرَّزًا[29].


وقد اصطحبه أبوه معه في رحلاته، فسافر في صُحبته إلى بيتِ المقدس ودمشق مَرَّتين، كانت أولاهما في سنة 603هـ وعمره خمس عشرة سنة، وثانيهما في سنة 608هـ وعمره ثماني عشرة سنة، وجمعه بالمشايخ بالقدس ودمشق فأفاد منهم وتعلم، ثم رحل به إلى العراق والحجاز[30].

 

وقد ذكر ابنُ العديم أنَّ والدَه خطب له وزَوَّجَه مَرَّتين، فقد خطب له في المرة الأولى وزَوَّجَه بقومٍ من أعيان حلب، وقَدَّم إليهم ما طلبوه من المهر، ثم جرى خلافٌ بينهما فطلقها[31]، ووهب لأهلها ما ساق والدُه مما جرت العادةُ بتقديمه في ذلك الحين[32].

 

وتزوج مرة ثانية بابنة الشيخ الأَجَلِّ بهاء الدين أبي القاسم عبدالمجيد بن الحسن بن عبدالله، المعروف بالعجمي، وهو من شيوخ الشافعية، وأعظم أهل حلب منزلةً ومكانةً ومالاً وحالاً وجَاهًا، وساق إليهم المهرَ، وبالغ في الإحسان.[33]


ولَم يَمُتِ الأبُ حتى رأى لابنه عُمَرَ وَلدًا اسمه أحمد، كان يَمشي يومَ مات جَدُّه، ولابن العديم وَلَدٌ آخر، وهو مَجد الدين أبو محمد عبدالرحمن، تُوفِّيَ سنة 677هـ.

 

وله ولد ثالث ولد سنة 635هـ، وعُمْرُ والده سبع وأربعون سنة، وتُوفِّيَ بعد والده سنة 695هـ[34].

 

ولابن العديم بنت اسمها شهدة، ولدت يومَ عاشوراء سنة 621هـ، وعُمْرُ أبيها ثلاث وثلاثون سنة، وقد تعلقت بالعلم ونبغت فيه.[35]


هؤلاء هم أولاد ابن العديم، عرفناهم من خلالِ المصادر، ولَعَلَّ له غيرهم مما لم نقف عليه، ولا يوجد شَكٌّ في أن حياته بينهم كانت حياةَ أبٍ ومُعلم وقاضٍ؛ ولذلك فقد تعلموا وتثقفوا على يديه، وسَمِعوا منه، وعرفنا أنَّ ابنته "شهدة" شاركت إخوتَها في العلم، فأجيز لها[36].


ويقول ياقوت الحموي عن ابن العديم: رَبُّ ضِياعٍ واسعة، وأملاكٍ جَمَّة، ونعمةٍ كبيرة، وعبيد كثيرة، وماء وخيل ودوابَّ، وملابسَ فاخرة وثياب...[37].


وذكر عنه أيضًا أنه بعد موت أبيه اشترى دارًا كانت لأجداده قديمًا بثلاثين ألف درهم[38]، فهُم إذًا على غِنًى كبير، وسَعَة في الرِّزْق والعيش، وأسرة ناعمة مرفهة[39].


4- مكانته والوظائف التي تولاها:

قال ابن العديم: كان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب- رحمه الله- كثيرَ الإكرام لي، وما حضرت مَجلسَه قطُّ، فأَقْبَل على أحدٍ إقبالَه عليَّ مع صِغَر السن[40].


فالرجل كان مقربًا من السلطان؛ لمكانةِ أسرته في البلد جاهًا وعِلمًا، ورثهما كابرًا عن كابر، وعندما توفي والده، وانتقل إلى مدرسة "مدرس شاذ بخت"- وهي من أجَلِّ مدارس حلب في ذلك الوقت- وُلِّيَ ابن العديم التدريسَ بها في ذي الحجة سنة 616هـ، وعمره يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة، هذا وجلس أعمر ما كان بالعلماء والمشايخ، والفضلاء الرواسخ، إلا أنَّه رُئِي أهلاً لذلك دون غيره، وتصدَّر وألْقَى الدرس بجنان قوي، ولسان لوذعي، فأبهر العالم، وأعجب الناس[41].


وقال ابن شداد: تولَّى التدريس في "الحلاوية" كمال الدين بن العديم، ولَم يزل مُدرسًا بها حتى كُتِبَ عليه الجلاء مع مَن كتب عليه من أهل حلب[42].


ولا شَكَّ في أنَّ ابنَ العديم كان يتولَّى التدريسَ في أعظمِ مدارس حلب، ويُلقي الوَعْظَ في أكثرِ منابرها، فيُفيد الناس من فيض معرفته وغزير علمه، وقد قُلِّدَ القضاء، فكان فيه كأبيه وجده يفصل بين الناس في أمور دينهم ودُنياهم، ويتمتع بإعجابهم وإكبارهم[43].


وكان كمال الدين بن العديم إلى جانب دروسه وحلقاته العلمِيَّة في جوامع حلب ومدارسها- يَجتمع إلى الملوك والأمراء والوُلاة والخلفاء، كما أنَّه قام بعديد من الرحلات، فقد زار مصر وبغداد، واجتمع فيهما بالكثير من العلماء والشعراء والوزراء، كما زار قلعة "الراوندان" ومدينة "سُرَّ مَن رَأى" (سامراء)[44].


وأيضًا فقد اختير ابن العديم ليكونَ سفيرًا بين الملوك في أمور خطيرة، ومهام سياسية، وقد ذكر المؤرخون سفاراتِه وهم يعرضون للأحداث السياسية في القرن السابع الهجري، وأهم هذه السفارات كانت بين عامي 654هـ- 657هـ[45].


أمَّا السفارة الأولى:

فقد فصل القول فيه المؤرخ الكبير أبو الفداء، فقال: في هذه السنة (654هـ) توجه كمال الدين المعروف بابن العديم رسولاً من الملك الناصر يوسف صاحب الشام إلى الخليفة المستعصم، وصَحِبَتْه تَقدِمَة جليلة، وطلب خلعة من الخليفة لمخدومه، ووصل من جهة المعز ابن أيبك التركماني صاحب مصر شمس الدين سنقر الأقرع، وهو من مماليك المظفر غازي صاحب ميافارقين إلى بغداد بتقدمة جليلة، وسعى في تعطيل خلعة الناصر يوسف صاحب دمشق، فبَقِيَ الخليفةُ مُتَحَيِّرًا، ثم إنَّه أحضر سِكِّينًا من اليسم كبيرة، وقال الخليفة لوزيره: أعْطِ هذه السكين رسولَ صاحب الشام علامةً مني في أنَّ له خلعةً عندي في وقت آخر، وأمَّا في هذا الوقت فلا يُمكنني، فأخذ كمال الدين بن العديم السكين وعاد إلى الناصر[46].


وأمَّا السفارة الثانية:

لكمال الدين بن العديم، فقد ذكرها ابن كثير، فقال في حوادث سنة 657هـ، وفيها قدم القاضي الوزير كمال الدين عمر بن أبي جرادة المعروف بابن العديم إلى الديار المصرية رسولاً من صاحب دمشق الناصر بن العزيز، يستنجد المصريين على قتالِ التتار، وأنَّهم قد اقترب قدومُهم إلى الشام، وقد استولوا على بلاد الجزيرة وغيرها، وقد جاز أشموط بن هولاكو خان الفراتَ، واقترب من حلب[47].


ولن نطيلَ في وصف ما حدث لابن العديم خلالَ سفارته في مصر أو في بغداد، لكنَّنا فقط ذكرنا هاتين السِّفارتين؛ لنضربَ مثلاً من أعمالِ الرَّجُل السياسية ومشاغله الدولِيَّة- كما هو معروف الآن- فقد زاد على عُلُوِّه في الأدب والشعر والقضاء والفقه والثروة والغنى مكانةً عند الملوك، فقد كان سفيرًا بين الدول في الساعات الصعبة والحَرِجة من تاريخ الدولة الإسلامية؛ لأَنَّ التتار كانوا على أبوابِ الشام يُهدِّدون حاضرةَ الشمال، وينذرونها بمصير كمصير بغداد، وبالفعل كان لهم ما أرادوا[48].


وهكذا بلغ ابنُ العديم بعلمِه وذكائه وعمله منزلةً ومكانةً رفيعة، فقد أصبح من الوجاهة بحيث أصبح مَحطَّ الأنظار، يقصدُه العظماء، ويحجُّ إليه الكبراء، ويَفِدُ إليه الشعراء[49].


وقد أخبرَنا سبط بن العجمي في كتابه "كنوز الذَّهب" عن المدرسة التي أنشأها ابنُ العديم: والدار التي بناها وسَمَّاها جوسقًا (قصرًا)، والبستان الذي جعله (جولة) في خارج حي باب النيرب حوالي سنة 639هـ، وآثار هذه الدار ما تزال قائمة في حلب إلى اليوم[50].


وفي هذه الدار أنشده الشعراء مدائحهم، وأرسلَ إليه الكُتَّابُ رسائلهم، وأهدى إليه المؤرخون كتبهم، وكانت خزانته عامرة بكل ذلك[51].


ولأَنَّ ابنَ العديم كان يعيش في حلب في القرن السابع الهجري، وكان ذلك العصر عامرًا بالمؤرخين، عامرًا بالعلماء والمعلمين، وكانت حلب محجة القاصدين والوافدين من جميع الأقطار كمصر والعراق والحجاز، فقد تعرَّف ابنُ العديم على كثيرٍ من المؤرخين، فاجتمع بياقوت الحموي في حلب، كما تعرف على ابن خلكان، وسمع من القفطي وابن شداد، وكان ياقوت أشدهم صُحْبةً له، ووفاء لأسرته، ومَحبة لعلمه، فقد كان شديدَ الإعجاب به، وكان إعجابه به لا يعرف الحدود، وقَرَّت عيناه بصحبته حتى وفاة ياقوت وهو على خير ما يكون العالِمُ للعالِم والمُؤرِّخ للمُؤرِّخ[52].



وكان ياقوت قد سأل ابنَ العديم أنْ يكتبَ له تاريخَ أسرته، ففعل، وكتبه في عشر كراريس قُبَيْل عام 616هـ، وكان ابن العديم في سن الشباب، وكان من حُسنِ الحظ أنَّ ياقوت الحموي نقل أكثرَ ما في الكتاب إلى كتابه "معجم الأدباء" وحفظه لنا، ثم أضاف إليه ما عرفه عن ابن العديم، فأفادنا بذلك أيَّما فائدة، ويكاد يكون المصدر الوحيد لرسم هذا النسب وترجمة الرجل في سن الشباب[53].


وعندما قصد التتارُ أبوابَ الشام سنة 657هـ، وهرب الملك الناصر صاحبُ حلب إلى برزة، وهي في أطراف دمشق، فَرَّ معه كثير من الناس ومنهم ابن العديم، ثم سافر ابنُ العديم إلى غزة ومنها إلى مصر، وقد ذكر بعضُ المؤرخين أنَّ هولاكو عرض على ابن العديم منصبَ القاضي في حلب، ولكن ابن العديم رفض أن يجعل نفسه في خدمة الأعداء[54].


ووجد ابنُ العديم في مصر من الاهتمام والحفاوة ما كان يجده في الشام وغيرها من البلاد التي رحل إليها، وعاش ابن العديم في مصر خلال الفترة المُظلمة التي مَرَّت بها حلب[55]، فلما ذهبت عنها الغمة السوداء، وأتت الأخبارُ بأنَّ عسكر سيف الدين قطز[56] صاحب مصر شَتَّت عسكر هولاكو في موقعة عين جالوت[57] سنة 658هـ، وأنَّ التتار انهزموا هزيمة ساحقة، وأنَّ المسلمين أفنوهم، وأنَّهم كسروا على حمص، وجلوا عن حلب سنة 659هـ، عاد ابن العديم وأهله إلى بلده مرة أخرى[58].


وعندما رجع ابنُ العديم إلى حلب، شَهِدَ فيها مظاهِرَ الخراب والدمار، ورأى أنَّ وحشية التتار لم تُبْقِ فيها شيئًا، فتألَّم لخرابها بعد العمارة التي كانت عليها، وكآبتها بعد السُّرور[59]، فرثاها بقصيدة طويلة جاء فيها:

وَعَنْ حَلَبٍ مَا شِئْتَ قُلْ مِنْ عَجَائِبٍ
أَحَلَّ بِهَا يَا صَاحِ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
غَدَاةَ أَتَاهَا لِلْمَنِيَّةِ بَغْتَةً
مِنَ الْمُغْلِ جَيْشٌ كَالسَّحَابِ عَرَمْرَمُ
أَحَاطُوا كَأَسْرَابِ الْقَطَا بِرُبُوعِهَا
عَلَى سُبَّقٍ جُرْدٍ مِنَ الْخَيْلِ طُهَّمُ
أَتَوْهَا كَأَمْوَاجِ الْبِحَارِ زَوَاخِرٌ
بِيضٌ وَسُمْرٌ وَالْقَتَامُ مُخَيَّمُ
وَقَدْ عُطِّلَتْ تِلْكَ الْعِشَارُ وَأُذْهِلَتْ
مَرَاضِعُ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَهْيَ هُيَّمُ
فَيَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ شَدِيدٌ لُغَامُهُ
وَقَدْ أَصْبَحَتْ فِيهِ الْمَسَاجِدُ تُهْدَمُ
وَقَدْ دُرِسَتْ تِلْكَ الْمَدَارِسُ وَارْتَمَتْ
مَصَاحِفُهَا فَوْقَ الثَّرَى وَهْيَ تُهْضَمُ
فَيَا حَلَبًا أَنَّى رُبُوعُكِ أَقْفَرَتْ
وَأَعْيَتْ جَوَابًا فَهْيَ لاَ تَتَكَلَّمُ [60]


5- وفاته:

لم يَرُقْ لابن العديم المقامُ في حلب والعيش بها، فلم يتحمَّل أن يرى بلدَه الحبيب في خراب بعد العمار، وفي ذُلٍّ وهوان بعد العِزِّ، وفي فقر بعد الغِنى، وهو الذي أحَبَّه، وسَطَّرَ تاريخه، وعاش في أكنافِه؛ ولذلك فقد انطلق ذاهبًا إلى مصر، وعاد إلى القاهرة، ولكنَّ المنِيَّةَ لَم تُمهِلْه طويلاً، فلم يمضِ عامٌ على عودته إلى القاهرة حتى قضى نَحْبَه في العشرين من جُمادى الأولى سنة 660هـ، ودفن من يومه بسفح جبل المقطم[61].


وهكذا ختمت حياة عاطرة، عامرة بالمجد، مترعة بالجد، خلفت لحلب ذكرًا لا يَبْلَى، وفخرًا لا ينقطع، وكان للشام بموته حزن عميق وفراغ واسع[62].

 

الفصل الثاني

ثقافة ابن العديم وتراثه العلمي والتاريخي

1- ثقافته وشيوخه.

2- مؤلفاته.

 

1- ثقافته وشيوخه:

لقد نشأ ابن العديم في بيت مشهور من أهل حلب، أدباء شعراء فقهاء، عُبَّاد زهاد قُضاة، يتوارثون الفضلَ والعلم كابرًا عن كابر، وتاليًا عن غابر، وكان لذلك أثرٌ كبير على مُؤرِّخنا ابن العديم[63]، فقد ختم القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وفي ذلك يقول ياقوت: حدثني كمال الدين أبو القاسم، قال: وختمت القرآنَ، ولي تسعُ سنين، وقرأت بالعشر ولي عشر سنين...[64].


وكذلك حَضَّه والدُه على العلم، وتعلُّم الخطِّ، وفي ذلك يقول ياقوت على لسانه أيضًا: "وحُبِّبَ إلَيَّ الخطُّ، وجعل والدي يَحضُّني عليه... "[65].

 

وكان ابنُ العديم كأجداده وآبائه؛ حيث أخذ من كلِّ عِلْم بطرف منذ طفولته، حتى قال فيه ياقوت: "لم يَعتنِ بشيء إلاَّ وكان فيه بارزًا، ولا تَعاطَى أمرًا إلا وجاء فيه مُبَرَّزًا"[66].

 

وقد حفظ ابنُ العديم اللمع، وقرأه على شيخ حلب الضياء بن دهن الحصاء، وحفظ كذلك القُدُوري[67] في فقه الحنفية[68].

 

ولَم يقتصرِ ابنُ العديم على التاريخ، بل تفوَّق كذلك في صناعة النَّظْم والقريض، ولا شكَّ أنه طرق أبوابَ الشعر جميعًا، ونظم فيها جميعًا، فحلق إلى حيث أقرانه من شعراء العصر[69].


وقد أنشأ ابنُ العديم مدرسة، وبنى دارًا وسَمَّاها جوسقًا (قصرًا)، وبستانًا حولها، وفي هذه الدار أنشده الشعراء مدائحهم، وأرسل إليه الكُتَّابُ رسائِلَهم، وأهدى إليه المؤرِّخون كتبهم، وكانت خزانته عامرة بكل ذلك[70].

 

وبذلك يكون ابنُ العديم قد اتَّصل بالعلم منذ صباه، وسَمع من شيوخٍ أَجِلاَّء، وأخذ بأسباب الحديث والفقه والأدب والتاريخ، كما أنَّه طاف بالكثير من البُلدان والعواصم، وتعرف على الكثير من المؤلفين والكتاب والشعراء، كما أنَّه يَمتلك مكتبةً زاخرة بأنواع الكتب[71].


وسمع ابنُ العديم من عدد من الشيوخ، فقد ذكر المؤرخون أنَّه سمع بحلب من عمر بن طبرزد، وافتخار الدين عبدالمطلب الهاشمي، وبهاء الدين يوسف بن رافع بن شداد قاضي حلب[72]، وعبدالرحمن بن علوان، وثابت بن شرف، وابن روزبة، وغيرهم[73].


وكذلك ذكروا أنَّه سَمِعَ بدمشق من أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبي القاسم عبدالصمد بن القاضي بن الحرستاني، وابن طاوس[74]، والحسن بن حصري، وابن البناء، والبهاء عبدالرحمن، وابن المنى، وأحمد بن عبدالله العطار، والعماد بن عبدالواحد[75]، وسمع ببغداد من عبدالعزيز بن محمود بن الأخضر[76].


وكذلك فقد سمع من ابن النديم ولده مجد الدين أبو محمد عبدالرحمن، وابن مسدي[77]، وابن الحاجب[78]، وذكراه في معجميهما، وسمع منه الدمياطي، وذكره في معجمه، وأنشد من شعره، وكذلك أبو القاسم أحمد بن محمد بن الحسين[79].


مؤلفاته:

رأينا من خلال ترجمة حياة ابن العديم أنَّه اتَّصل بالعلم وأهله منذ صباه، وسَمِعَ على شيوخٍ أجِلاَّء، وأنه قد سافر لإكمال التحصيل إلى أقطارٍ عديدة، من أهَمِّها: العراق، والشام، والحجاز، وأنه قد أخذ العلم عن علماء أعاظم، ثم عاد ونال مناصِبَ إدارية وسياسية في حلب[80]، كما أنَّه كان يَمتلك مكتبةً زاخرة بشَتَّى أنواع الكتب؛ ولذلك فقد صرف ابنُ العديم أكثرَ عمره فيما ينفع العلم وأهله، فقد كان يؤلف حينًا، ويجمع حينًا، وينقل من الكتب النادرة وغير النادرة، ثم يستنسخ لغيره ما يقع عليه[81].


وقد ذكر ياقوت الحموي من مؤلفات ابن العديم عِدَّة كتب مما وصل إليه، وقد وصل إلينا من هذه الكتب أكثرُها، وضاع منها أقلها، ومن أهم هذه المؤلفات:

1- كتاب الدراري في ذكر الذراري:

ذكر ياقوت الحموي هذا الكتابَ ضمن مؤلفات ابن العديم؛ حيث يقول: كتاب "الدراري في ذكر الذراري" جمعه للملك الظاهر، وقَدَّمه إليه يومَ وَلَّوا الملك العزيز، الذي هو اليومَ سُلطان حلب[82].

 

وقد ولد الملك العزيز في 15 ذي الحجة سنة 610هـ، وكان ابن العديم حينئذٍ يبلغ اثنين وعشرين عامًا، وقد أوضح ابنُ العديم سببَ تأليفه لهذا الكتاب[83]، فقال:

فأحببت أنْ أخدمَه بكتابٍ نفيس، رائق المعنى أنيس، أجمع فيه نبذًا من ذكر الأبناء، وأخبار الحمقى منهم والنجباء، وما ورد في مدحهم وذمهم من الأخبار النبوية، والفقر الحكمية، وما قيل فيهم من الأشعار الفصيحة، والنوادر المستظرفة المليحة، فإنَّ السلطانَ سوف يجلب إليه ما ينفق عنده، لا سيما وهو عِزَّة العلماء، وسيد الملوك الكبراء، قد أحيا مكارِمَهم وإن كان أخيرًا، واستولى على الأَمَد منذ كان طفلاً صغيرًا[84].


وقد جعل ابنُ العديم كتابَه في ثلاثةَ عَشَرَ بابًا، ذكر في أولِها الحثَّ على اكتسابِ الأولاد، فبسط الأحاديثَ المأثورة، والكلماتِ المشهورة، وفي الباب الثاني عَرضَ للتحذير من الأولاد في القرآن والحديث، وفي الثالث مدح الأولاد والنعمة بهم، وفي الرابع ذَمّهم وما يلحق من النَّصب بسببهم، وفي الخامس تَحدث عن النجباء منهم، وفي السادس ذكر الحمقى منهم، وفي السابع تحدث عن محبة الآباء لأبنائهم، وفي الثامن واجب الأبناء نحو الآباء، وفي التاسع توصية الآباء معلمي أولادهم بهم، وفي العاشر تحدث عن كلام الصبيان وأجوبتهم، وفي الحادي عشر عرض للخوف عليهم والرأفة بهم، وفي الثاني عشر تحدث عن إيثار الآباء بعض الأبناء على بعض، وفي الثالث عشر ذكر من تَمَنَّى الحياة وكره الموت لأجل الولد[85].


وهذه الأبواب قصيرة وموجزة، وقد مزج فيها الشعر بالنَّثْر، والحديث بالآيات القرآنية، وهو شبيه بكتابِ "البيان والتبيين"، بل هو أشبهُ بالمحاسن والأضداد؛ حيث يصف الشيءَ، ويَستحسنه ثم يذكره ويستهجنه، ويورد الشعرَ غير منسوب طورًا، ومنسوبًا طورًا آخر، فهو صورة مُصَغَّرة لكتب الأدب قبله، بل هو مقتبس عنها، إلا ما جاء من حكايات عن أفرادِ أسرته، وما حدثه أساتذةُ ومشايخُ عصرِه، فهو بذلك مكمل للموسوعات الأدبية، التي تزخَر بها مكتبتنا العربية، كـ"نهاية الأرب"، و"العقد الفريد"، و"الأمالي"، وغيرها من كتب الأدب، ويغلب على الكتاب السجع، ويظهر فيه أسلوبُ النثر السائد في عصره[86].


2- كتاب الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة:

قال ياقوت: "وصنف كتاب "الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة"، وأنا سألته جمعَه فجمعه لي، وكتبه في نحو أسبوع، وهو عشر كراريس"[87].

 

وهو كتاب في نسب أهله ومآثر جدوده، وما لهم من فضل في القضاء والفقه والأدب والشعر[88].


ولم يصلْ إلينا الكتابُ إلا من خلال "معجم الأدباء"، وقد نقله ياقوت ضربة لا مبوبًا، كما يقول، فخالف بين فصوله وعباراته؛ حيث جعله مادة لترجمة ابن العديم وأهله[89].


ونستطيع أنْ نعرفَ كيف كان الكتاب عندما أخذه ياقوت إذا نظرنا في كتاب "الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري"، فقد ألفه ابنُ العديم في أبي العلاء المعري، وذكر أسرته، وأجداده، وأعمامه، وأولاده، وأحفاده، فرتبهم ترتيبًا حسنًا، وذكر من شعرهم ونثرهم، وكثيرًا من أعمالِهم، ثم ذكر ترجمةَ أبي العلاء نفسه، ويبدو أن ياقوتًا قد حافظ على بعض هذا الترتيب، وخالفه في بعضه[90].


3- كتاب ضوء الصباح في الحث على السماح:

ذكره ياقوت الحموي من بين التصانيف التي ذكرها لابن العديم؛ حيث قال: كتاب "ضوء الصباح في الحث على السماح" صَنَّفه للملك الأشرف، وكان قد سير إليه من حران يطلبه، فإنَّه لما وقف على خطه، اشتهى أنْ يراه، فقدم عليه فأحسن إليه وأكرمه، وخلع عليه وشرفه"[91].

 

والملك الأشرف هو مظفر الدين موسى ابن الملك العادل، وابن عم الملك الظاهر، تسلم حران وما معها سنة 598هـ، وذكر التاريخ أنَّه طمع في ملك حلب سنة 615هـ، وقد استدعاه أتابك العزيز؛ ليأخذَ أعمال حلب مع ما يَختاره، وأن يكون الخطبة له والنقود باسمه، فأجاب إلى ذلك وسار إلى الروم، فكسرهم وهزمهم، ثم عاد إلى حلب[92].


ولكننا لم نقع على ذكر الكتاب في فهارس المكتبات الخطية، فلعله فُقد في الكتب الكثيرة التي انمحى أثرُها وضاع رَسْمها[93].


4- كتاب في الخط وعلومه ووصف آدابه وأقلامه وطروسه:

قال ياقوت وهو يذكر تصانيف ابن العديم: "كتاب في الخط وعلومه ووصف آدابه وأقلامه وطروسه، وما جاء فيه من الحديث والحكم، وهو إلى وقتي هذا لم يتم"[94].

 

ولَعَلَّ الكتابَ لم يتم، بل لعله ضاع كذلك في زُمْرَة ما ضاع، ولو وصل إلينا لوَقفنا على كتابٍ مُميز في الخط وعلومه، ووصف الطروس والأقلام، وفن الخط فن فريد، اهتم به ابنُ العديم وأتقنه حتى اشتهر به، وهو أحسن مَن يؤلف في هذا الفن؛ لأَنَّ خبرته فيه ثمينة وعالية[95].


5- كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري:

يغلب على الظن أنَّ ابن العديم ألف هذا الكتاب حوالي سنة 640هـ، فقد ذكر فيه وفاة شيخه ابن شاكر سنة 638هـ بمعرة النعمان[96].


ولم يذكر ياقوت هذا الكتاب؛ لأَنَّه ألف بعد وفاته، وقد صنفه ابن العديم بعد أن وقف على جُملة من مصنفات عالم معرة النعمان أبي العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان، وجعله دفاعًا عن أبي العلاء[97]، فقد قال في فاتحته: "قصده جماعة لم يَعُوا وعيه، وحسدوه إذ لم ينالوا سعيَه، فتتبعوا كتبه على وجه الانتقاد، ووجدوها خالية من الزَّيْغِ والفساد، فحين علموا سلامتها من العيب والشَّيْن، سلكوا فيها معه مسلك الكذب والعَيْن، ورموه بالإلحاد والتعطيل، والعدول عن سواء السبيل، فمنهم من وضع على لسانه أقوالَ الملحدة، ومنهم مَن حمل كلامَه على غير المعنى الذي قصده، فجعلوا محاسنه عيوبًا، وحسناته ذنوبًا، وعقله حُمقًا، وزهده فسقًا، ورَشَّتُوه بأليمِ السِّهَام، وأخرجوه عن الدين والإسلام، وحرفوا كَلِمَه عن مواضعه، وأوقعوه في غير مواقعه "[98].


ثم يقول: "فابتدرت دونه مناضلاً، وانتصبت عنه مُجادلاً، وانتدبت لمحاسنه ناقلاً، وذكرت في هذا الكتاب مولده ونسبه، وتحصيله للعلم وطلبه، ودينه الصحيح ومذهبه، وورعَه الشديد وزهده، واجتهاده القوي وجِدَّه، وطعنَ القادح فيه ورَدَّه، ودفع الظُّلم عنه وصَدَّه"[99].

 

وهذا الكتاب في طبعته الأخيرة[100] يبلغ خمسًا وتسعين صفحة في ترتيب وتبويب، عُرِفَ بهما ابن العديم، وهو كذلك أقوى المصادر وأوسعها وأوثقها عن أبي العلاء[101].

 

6- تذكرة ابن العديم:

وهذا الكتاب شبيهٌ بكُتُبِه الأخرى، وفيه إشارة إلى كتبه، وإلى سَعَةِ اطِّلاعِه على الشعر والنثر والأدب القديم، غير أنَّه يزيد على كتبه السابقة في كَثْرَةِ نُقُوله، وهذا الكتاب يمثل ما في خزانته القيمة، ويُصوِّر لنا عناها وعددَ المصادر التي فيها، وهو يزيد أيضًا على كتبه الأخرى بما يرويه من طرف وقعت له، وحوادث شَهِدَها بنفسه، وشعر سَمعه مما لم يقع في كتاب آخر، فالتذكرة بذلك كلها ثَمينة لا توازَن بالكتب التي مَرَّت ولا تعدل بها، وهي تتبع أسلوب القدماء في جمع ما يقع إليهم من أدب فيه الشعر والنثر، وفيه الحكمة والموعظة، وفيه التاريخ والعبرة[102].


7- الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب:

يقول الدكتور سامي الدهان: لم يذكر الذين ترجموا لابن العديم هذا الكتاب، فأغفلوه كما أغفلوا الكتابَ الذي قبله، ولكنَّنا رأيناه في مكتبة برلين سنة 1946هـ، وعلى الصفحة الأولى منه: ألفه عمر بن أحمد بن هبة الله بن العديم، ورأينا فيه مواضيعَ خاصَّة بالأطباء وأصحاب العلاجات والمختصين بالنبات، فهو يبحث في الشَّهوة والمأكل والمشرب والطيب والمسك والعنبر، وعمل الأدوية، ويعالج طبيخ السفرجل والتفاح والدجاج، وصنع ماء الورد، فهو مُختص في المعالجين....[103].


8- كتاب تبريد حرارة الأكباد في الصبر على فقد الأولاد:

ذكر هذا الكتاب ابن شاكر الكتبي[104]، ولعَلَّ موضوعه يتصل بكتابه الأول: "الدراري في ذكر الذراري"، بل لعله فصل من فصوله أعمل فيه ابن العديم التوسُّع والنقل، أو لعله أنشأه لمناسبة اجتماعية قد تكون لفقد أحد أولاده، أو أحد أبناء الملوك الذين اتصل بهم، صنفه لهم؛ تبريدًا للألم، وبعثًا للصبر على الولد[105].


9- بغية الطلب في تاريخ حلب:

ذكره ياقوت الحموي وهو ينصف لتصانيف ابن العديم، قال: "كتاب تاريخ حلب في أخبار ملوكها وابتداء عمارتها، ومَن كان بها من العلماء ومَن دَخَلَها من أهل الحديث والرِّواية والدِّراية والملوك والأمراء والكتاب"[106].

 

وذكره ابن العديم نفسه في كتابه "الإنصاف والتحري"، فقال: ومن أراد استقصاء أخبارهم وفضائلهم وأشعارهم، فعليه بكتابي المُطَوَّل في تاريخ حلب، ففيه مقنع لمن قصد شيئًا من ذلك أو طلب[107].

 

وكذلك فقد ذكره ابن خلكان، ونقل عنه في عِدَّة مواضع، منها أنَّه قال في ترجمة وهب بن وهب: وقد نقلتها من خط القاضي كمال الدين بن العديم من مسودة تاريخه[108]، وقال في ترجمة صلاح الدين يوسف بن أيوب: "ورأيت في تاريخ حلب الذي جمعه القاضي كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد المعروف بابن العديم الحلبي..."[109].

 

وذكره السخاوي، فقال: وللكمال عمر بن أحمد بن العديم في تاريخها كتاب حافل سَمَّاه "بغية الطلب" وقفت على كثير منه...[110]


خطة الكتاب:

بدأ ابن العديم "تاريخ حلب" في صدر شبابه، وقضى عمرَه وهو يكتب فيه حتى توفي فلم يتمَّه، وتركه مسودة لم يبيضه، وقد كان ينتظر أن يتاح له إتمامه على الخطة التي رَسَم، ولكن الأحداث التاريخية واشتغاله بالسياسة والسفارة حالت دون تحقيق أُمنيته؛ ولذلك ظل الكتاب مبتورًا[111].

 

غير أن الأجزاء الموجودة- وهي غير قليلة- ترشدنا إلى خطته وطريقته، فقد بدأ أول كتابه بتحديد حلب ومُعاملاتها ومُضافاتِها لعهده، فتحدث عن أنطاكية وثغورِ الشام والجبال والآثار، والبحار والأنهار، والبحيرات، وذكر الرصافة، وخناصرة، وبالص، والمعرة، ومعرة مصرين، وطرسوس، والباب، وحماة، والمصيصة، وأفاض في ذكر الحصون وغيرها[112].


ثم بدأ التَّراجِمَ على الحروف، فصنع كما يصنع المحدِّثون بذكر الإسناد المتسلسل؛ لإثبات ترجمة الرجُل، وما عرف عنه، وما نقل من كتبه، وما وصل إلى سَمعه من حديثه وشعره وكتبه ونقوله[113].

 

فابن العديم لم يثبت خبرًا إلا ذكر المصدر الذي استقى منه، ولم يورد شعرًا إلا وصف لنا الديوان الذي وصل إليه، أو الكتاب الذي قرأه فيه، ولم يسرد حديثًا أو حكاية إلاَّ قال: سمعت، قرأت، أخبرنا، حدثنا، حضرت، شاهدت، أنبأنا، قال لي عمي، وقال لي الوزير، وقال ابن العجمي، ووقع إلَيَّ من كتاب فلان، وسَيَّر إلَيَّ القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم الخشاب أوراقًا بخطه، ذكر أنَّه نقلها من فلان وفلان... إلى أقصى ما يستطيع أن يصنعه رجل ثِقَة، ومؤرخ حجة، ومحدث ثبت، وقاضي منصف حين يعمل التاريخ[114].


ومن هنا تأتي أهميةُ هذا الكتاب وقيمته، فهو سِجِلٌّ مفصل لتاريخ الشام على اختلاف عصورها، وتاريخ عظيم لمدينة حلب ورجالها ومن مَرَّ بِها، ومن دفن فيها، ومن تحدث عنها[115].


وهو بذلك قد أحصى المصادر التي نقل عنها، واستقى منها، ذاكرًا الخط والورقة، ومقدار ما نقل، مُعززًا ذلك بالإسناد المتواتر، وهو بذلك قد حفظ لنا أثْمن ما في هذه المصادر والكتب التي نقل عنها، والتي نفتقدها اليوم فلا نجدها، ولهذا عَدَّه المؤرخون لعصره وبعد عصره حجةً في تاريخ حلب، استوعب أيامَها منذ صدر الإسلام إلى منتصف القرن السابع الإسلامي، وكل من تحدث عن هذه العصور وألَمَّ بتاريخ حلب، اعتمد على كتاب "بُغْية الطلب في تاريخ حلب" لابن العديم [116].

 

أثر الكتاب في التواريخ:

لقد أثار هذا الكتابُ اهتمامَ المؤرخين الذين أفردوا لحلب تاريخًا أو ذكرًا، فقد سار على خطاه ونهجه كثيرٌ ممن جاء من بعده، فسلكوا سبيلَه، فمنهم من وفِّق ومنهم من أخفق، ومنهم من أعاد في كتابه نص ما ذكره ابن العديم، ومنهم من لخص منه، وأكمل عليه إلى زمنه[117].


ومن هؤلاء الذين أخذوا عن ابن العديم وساروا على نهجه، ابنُ شَدَّاد (المتوفَّى سنة 684هـ)، الذي كتب "الأعلاق الخطيرة في ذكر أُمراء الشام والجزيرة" في أجزاء عدة؛ حيث وصف فيه حلب والشام، وفلسطين والجزيرة، وألف ابنُ خطيب الناصرية (المتوفَّى سنة 843هـ) "الدر المنتخب بتكملة تاريخ حلب"؛ حيث ترجم فيه للرِّجال بعد ابن العديم حتى عصره، وتبعه ابن الشحنة (المتوفَّى سنة 883هـ)؛ حيث اختصر من ابنِ العديم، وأخذ من فصوله وأوجز في كتابٍ سَمَّاه "الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب"، ثم جاء ابن الحنبلي (المتوفَّى سنة 971هـ) فترجم للرجال حتى عصره في كتابه "در الحبب في أعيان حلب"[118].

 

وكتب المعاصرون من رجال حلب تاريخًا لها، فألف الأستاذ راغب الطباخ كتابًا في سبعة أجزاء سماه "إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء"، وألف معاصره المرحوم الشيخ كامل الغزي كتابًا سماه "نهر الذهب في تاريخ حلب"، وهو في أربعة أجزاء، وغيرهم[119].


ومن هنا نعرف كيف أثَّر ابن العديم فيمن جاؤوا من بعده، فقد كان لهم بمثابة المصدر الذي ساروا على نهجه وطريقته، واعتمدوا عليه في أخذ كثيرٍ من معلوماتهم، ومن هنا تتضح أهمية كتابه.

 

الفصل الثالث

كتاب زبدة الحلب من تاريخ حلب

1- سبب تأليفه.

2- محتوياته.

3- أهميته.

4- المنهج والأسلوب.

5- آراء المؤرخين والباحثين.

 

لقد عكف ابنُ العديم على تاريخ بلده "حلب" مرة ثانية يكتُب فيها على السنين، بعد أنْ كتب على الحروف، فقد أراد أنْ يفعل أولاً كما فعل مؤرخو البُلدان، ثم أراد أنْ يصنعَ ثانيًا ما صنعه الطَّبري وابنُ الأثير وغيرهما، مُقتصرًا على ما يَختص ببلده وما يتصل بها[120].


سبب تأليفه:

ربَّما يتساءل البعضُ عن السبب في عكوف ابنِ العديم على بلده، يكتب فيه أولاً، ويكتب فيه ثانيًا، أهو التعصب لبلده، أم الحب الصادق لأهله، أم تفاخر وتنافس؟! لعلَّ الذي دفع ابنَ العديم بعضُ هذا، بل لعله رأى شيئًا آخر غير ما نرى، فرُبَّما نظر في البُلدان الإسلامية في عصره، وقد شرَّق فيها وغرَّب، فقد زار العراقَ والحجاز، وعرف القدس، واتَّصل بمصر، فرأى أنَّ هذه البُلدان جميعًا تنظر إلى بلده حلب نظرةَ إعجاب وإكبار، فقد كانت حلب مَبعثَ حركة ونشاطٍ، وحرب وقتال، وجهاد ونضال منذ فجرِ الإسلام حتى عصره، منها تَهُبُّ الجيوش ذابَّةً عن الحياض وبغداد بعيدة، والحجاز غائبة، ومصر مُراقبة، وكان الشُّعراء والشيوخ والعلماء والفُضلاء يَفِدُون إليها، فكأنَّها كعبة يحج إليها الناس من كل فج عميق، يقصدها العلماء والشعراء من مصر والعراق، يعمرون مدارسَها وحلقاتِها، ويَملؤون صدرَ أهلها بالشعر والنثر[121].


وقد وصف ياقوت الحموي حلبَ في عصر ابن العديم، فقال:

"وحلب أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ والفضلاء الرواسخ"[122]، وقال كذلك في امتدادِ مُلكها، ومسافة ما بيد مالكها، وهو الملك عبدالعزيز محمد بن الظاهر غازي بن الملك الناصر: "من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونَيِّفٌ وعشرون قريةً ملكٌ لأهلها، ليس للسُّلطان فيها إلاَّ مُقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مُشتركة بين الرعية والسلطان"[123].


وأضاف ياقوت قوله: وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم، وتثمير الأموال... فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثروة، ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان[124].


هذه هي حلب في عهد ابن العديم، وهذه سعتها ومكانتها، وصفها ياقوت وصفًا دقيقًا، لَم نجد له مثلاً عند المؤرخين، بين فيه أهميتها، وكأنَّه أراد أن يدفعنا إلى تلمُّس تاريخها، والتعرف على عظمتها، وكأنه أراد أن يقولَ: إنَّ لُجوءَ العلماء والمؤرخين إليها كان لِمَا لها من موقع فريد، وهذا في رأينا أهمُّ سبب من الأسباب التي دفعت ابنَ العديم إلى أن يخصها بكتابٍ مفصل على الحروف أولاً، وكتاب مختصر على السنين ثانيًا[125].


وقد رأى ابنُ العديم أنَّ كثيرًا من الشعراء والعلماء والشيوخ يردُون ويفدون إلى بلده، وكذلك فقد رأى في خزائن حلب لعصره ما يَشْفي غليل المترجم، ويبلُّ الظمأ، فأراد أن يترجمَ لمن عاصره، ويُؤرِّخ لمن جاوَره، فأفرد لهم كتابَه "بغية الطلب"، ثم جمع إليهم القدماء السابقين، فكانت مادة التاريخ الكبير، فعندما اشتهر الكتابُ بين العلماء والفُقهاء والشُّعراء والأدباء، وشاع ذكرُه في الملوك والأمراء، طلب منه الملك العزيز (613- 634هـ) أنْ يصنعَ كتابًا على السنين، وأن يَختصر كتابه الكبير[126].


ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ الصداقةَ بين الملك العزيز وابن العديم قد وُلدتْ مع ولادة الملك، فقد أنشأ فيه ابنُ العديم كتابه "الدراري في ذكر الذراري"- كما ذكرنا من قبل- وقدمه إلى والده الملك الظاهر سنة 610هـ، وكان الظاهرُ كثيرَ الاهتمام والإكرام لابن العديم، يقبل عليه مع صغر سِنِّه، وكان ابنُ العديم مُجالِسَه[127].


فلَمَّا مات الظاهر غازي سنة 613هـ، انتقل الودُّ إلى ابنه العزيز، واتَّصل الحب والتقدير حتى قَدَّم إليه "زبدة الحلب من تاريخ حلب"، وجعل مقدمته هنا شبيهة بمقدمته في كتابه الأول- "الدراري في ذكر الذراري"- فلا تكلفَ فيها ولا غرابة؛ حيث يقول: "وبعد، فإنَّ بعضَ مَن يتعين عليَّ امتثالُ أمره، ويَجب عليَّ الانقيادُ إلى موالاته وبِرِّه، التمس مني تعليقَ ما وقع إلَيَّ من ذكر أمراء حلب وولاتها، وملوكها ورعاتها، فسارعت إلى تحصيل غرضه"[128].


محتويات الكتاب:

جاء في "لسان العرب" أنَّ الزُّبْدَ: زُبْدُ السَّمْنِ قبل أن يُسْلأ، والقطعة منه زُبْدَة، وهو ما خلص من اللبن إذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللَّبن: رَغْوَتُه، ابن سيده: الزُّبْد، بالضم: خلاصة اللبن، واحدته زُبْدَة...[129].


وجاء في "اللسان" كذلك أنَّ الحَلَبَ استخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللَّبَن، يكون في الشَّاءِ والإبل والبقر، والحَلَبُ: مصدر حَلَبَها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْبًا وحَلَبًا وحِلابًا[130].


ويقول ابنُ العديم نفسه في مقدمة "الزُّبدة": وسَمَّيته بزبدة الحلب؛ لأنَّه منتزع من تاريخي الكبير للشهباء، المرتب على الحروف والأسماء[131]، فقد استخلصه ابن العديم من كتابه الكبير، وشرح سبب تسميته له بإيجاز في هذه العبارة الموجزة[132].


يتضح من تَحليلِ كتاب "البُغية" أنَّه قاموس للمحدثين والعلماء والكتاب والرُّواة، أمَّا "الزبدة" فيتحدث عن التاريخ السياسي لحلب والدول المجاورة لها[133].


فقد بدأ الزبدة بمقدمة موجزة، بحث فيها تسميةَ حلب، واختلاف العلماء حولها، ثم ذكر بناءَها وتاريخ البناء، ثم عرض لحلب في الزمن القديم، فذكر باختصار أسماءَ ملوكها من يونان ورومان[134].


وعندما بلغ عهدَ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وتطرق إلى ذكر الخلفاء الرَّاشدين، ذكر الفتح وما وراءه من خبر خالد بن الوليد وعزله، ثم ذكر الوُلاة في حلب، حتى جاء الأُمَويِّين، فذكر وقائعَهم وولاتهم وقصورَهم في أطراف حلب، وموقف البلد من حكمهم، وكذلك فعل في العباسيِّين، فأورد أسماءَ ولاتهم وقُضاتهم[135].


ولم ينسَ ابن العديم صلةَ مصر بحلب، فذكر الطُّولونيِّين والإخشيديِّين، حتى تقلص حكم هؤلاء، وقام من الشمال رجالٌ تَحَدَّروا من الموصل يريدون المدينةَ عاصمةً ومستقرًّا، فذكر سيف الدولة وحروبه، وذكر ابنه سعد الدولة وحفيده سعيد الدولة، وما وقع لهما من معارك ضِدَّ المصريين[136].


وعندما انتهى ابن العديم من الدول المصرية، والدولة الحمدانِيَّة، انفرد وحده بين مؤرخين في تفصيل الأمر في المرداسيَّة، وهي دولة عربية، نبتت من صميم الشام، حاربت المصريِّين حينًا، وخضعت لهم حينًا آخر، ثم نهضت للروم حينًا، وسكنت إليهم حينًا آخر، حتى انقضت المرداسيَّة وقامت العقيلية، وتبعها دول أخرى، ثم تَحدَّث عن الحروب الصليبيَّة، وما أصاب الجليدين من نعيم النضال وجحيم القتال[137]، إلى أن يقف به المطاف في حوادث سنة 641هـ[138].


وهذه الحقبة تحفل بالأحداث الكبيرة، فقد تغلغل فيها العُنصر التُّركي في الحكم والإدارة، وأطبقت على البلاد جيوشُ الفرنج مُغيرةً من كلِّ فجٍّ عميق، وقامت في السُّكان ريحُ الطائفية، وهَبَّت بين الحكام شهوةُ الملك والسلطان[139].


وقد أحصى ابنُ العديم هذا كُلَّه وجمعه، فبسط الحديث عن أحوال حلب- أي: سورية الشمالية- في عهد المرداسِيِّين والعقيليِّين، وتحدث عن ملكشاه، وألب أرسلان بن رضوان، وإيلغازي بن أرتق، وعماد الدين زنكي، ونور الدين محمود، فكانت هذه الحقبة عصرًا كاملاً (457- 569هـ) بدأ في مُنتصف القرن الخامس، وانتهى بعد منتصف القرن السادس[140].


وقد شهد هذا العصر خصامًا بين الأمراء، وحروبًا بين الدول والإمارات، وفتنًا بين الشيعة والسنة، فلاَحَتِ الباطنِيَّة، وظهرتِ الفِرَق المختلفة، وزاد في ذلك اختلافُ الأتراكِ فيما بينهم على حكم حلب، ثم اضطربت الصَّداقة بين مصر والشام، وقام الخلاف بين بغداد وحلب[141].


وهذا كله يبعث في تاريخ هذه الفترة بالشام حياةً ونشاطًا يخيل للقارئ أنَّ البلادَ لَم تعرف إلاَّ الحروب والقتل والضرب والتنكيل، فكان "الزبدةُ" سِفْرًا للمعارك يصفُ الكَرَّ والفَرَّ، والانهزام والانتصار، أو كأنَّه كتاب في تاريخ الأتراك والروم والفرنج أو لأعلامهم، فهو يَمتلئ بالأسماء التركية والألقاب الأعجمية[142].


ذلك هو التاريخُ السياسي لحلب وشمال الشام، ومنه يتضحُ لنا أنَّ ابنَ العديم فَهِمَ تاريخ بلاده وأُمَّتِه، فشرح لنا كيف كانت حلب وسوريا الشمالية تتأرْجَح بين نفوذ المصريين حينًا، وسيطرة بغداد حينًا، وهجوم الروم أحيانًا[143].

 

كما صَوَّر لنا ابنُ العديم في كتابه أهميةَ حلب منذ عصورها الإسلامية الأولى، ورسم لنا هجماتِ البيزنطيِّين حين يغيرون على الشام، فيرتطمون على صخور حلب؛ حيث كانت الحصنَ الحصين حين يغيرون على الشام، وكانت الشَّوكة النَّافذة، والخَطَّ المدافع ضِدَّ هؤلاء القوم، وقد أحبَّ ابنُ العديم أنْ يُفهِمَنا من طرْف خفيٍّ أن هجمات الروم كانت غزوًا صليبيًّا للشام، وأن الحروب الصليبية ابتدأت منذ عهد العباسيين في القرن الثاني للإسلام، لا في منتصف القرن الخامس للهجرة، ولكن أسماء الغُزاة تبدلت وتغيَّرت ألبستهم، وتطوَّرت أسلحتهم، وظلَّت الغاية والهدف واحدًا[144].

 

أهمية الكتاب:

كتاب "زبدة الحلب من تاريخ حلب" على إيجازه ثمين؛ لأنَّه سَجَّل كلَّ ما وقع، ولم يُغفِلْ من الأمور السياسية والحربية إلاَّ ما يَخرج عن حدود ما رسمه ابنُ العديم لكتابه، فقد جعله لسورية الشمالية، وجبالها ومدنها وأنهارها، فأصبح بذلك مرجعًا مهمًّا لهذه المنطقة، ولا نكاد نعرف أهم منه بين تواريخنا[145].

 

فقد انفرد ابنُ العديم برواياتٍ لَم يستطع غيره الحصولَ عليها، ومما يزيد من قيمة تلك الروايات أنَّه كان من شهود العيان لبعضِ الأحداث التي يكتب عنها، باعتباره ممن كانوا يطَّلعون على كثيرٍ من الأحوال والشؤون الخاصَّة بالدولة والسياسة في عصره[146].

 

وتَميز ابنُ العديم بأنَّه كان مُنصفًا في تاريخه، حياديًّا في تأليفه، ذكر المسلمين بما فيهم من عيوب وما لَهم من فضائل، وبسط الأمرَ في انكسارهم، وفصله في انتصارهم، ولم يوجد في أسلوبه أثَرُ العاطفة الدينية والسياسية والاجتماعية[147].


فهذا الكتاب على الرَّغم من اختصاره وإيجازه، يُعَدُّ أوسعَ مصدر في تاريخ الشام، وأجمعَ تاريخ لحوادث الدُّول التي تعاقبت فيه، فقد ضاعت أكثرُ الكتب المفصلة، التي نقل عنها ابنُ العديم، فقد أتت الأحداثُ التاريخية التي ألَمَّت بالشام على أكثرِ ما كان من تواريخه، فقد وقعت البلاد بين نارَيْن: نارِ الصليبيِّين، ونار المغول، ولم ينجُ من الكتب المرسومة المحددة إلاَّ بعضها، وعلى رأسها كتاب "زبدة الحلب" لابن العديم[148].

 

ولابن العديم فضيلةٌ في تاريخه لا تقلُّ عن بلاغته؛ ذلك أنَّه مُؤرخ حقًّا، ينقل لنا العباراتِ المتداولة، واللهجاتِ السائدة، والأقوال والحوار كما جاءت في القديم، فهو بذلك مَرجعٌ لمن يريد أن يدرسَ اللغاتِ واللهجات على مَرِّ القرون واختلاف البِقاع والمناطق والأديان والمذاهب[149].


وكتاب "زبدة الحلب" ليس مُجرد سرد للحروب، وقائمة بالمعارك، وصورة للكفاح فحسب، ولكنَّه فيه غير ذلك، ولكنَّه حافل بهذه الأخبار المثيرة؛ لأَنَّ الرجُلَ أراد أن يصفَ موقفَ حلب السياسي بين النزاعات السياسية المختلفة في ذلك الوقت، فهي طورًا تدفعُ المصريين عن حلب، وطورًا تدفع الروم، وحينًا تخرج عن الخلافة ببغداد، وحينًا تخضع لها، ويصف الهدايا والرسائل التي كانت تقرب بين الممالك، ويذكر أسباب النزاع والتخاصُم، وشروط الهدنة وأخبارها[150].


المنهج والأسلوب:

لقد رَتَّب ابنُ العديم كتابه "زبدة الحلب" ترتيبًا على السنين، لكنَّه لم يكن مُلتزمًا غاية الالتزام بهذا الترتيب؛ وذلك لأنَّه رأى أنَّ الحوادث تنقطع انقطاعًا إذا ما رَتَّبها كذلك، فلَمَّا حرص على تسلسلها وعدم تَكرارِها، واستخلاص بَعضِ الأحكام منها، خالفَ بعضَ المخالفة هذا الترتيب، فأجْمَلَ ما سبق، وأوجز ما يأتي من السنين، حتى اجتمع له أكثر الحوادث فيما يشبه الفصول، ويقرُب من الأبواب، ولعَلَّه في ذلك قد بلغ الذِّرْوة في التاريخ لعصره[151].


كما أنَّه ذكر الرِّوايات المتناقضة المختلفة حين تدور حول حادث واحد، وسَجَّل أقوالَ المؤرخين المختلفين، فظهر عليه حينًا أسلوبُ المؤرخ الجامع، وتفرَّد حينًا آخر بإيراد حوادثَ وتواريخَ أخذها عن كتابٍ واحد لم يصل إلينا، ومن يُمعِن النظرَ في تاريخه يعلم أنَّ ابنَ العديم قرأ كُتُبًا صغيرة في سيرة الرِّجال، ونَسَبِ الوُلاة، وحياة القُضاة، وقرأ كتبًا كبيرة شاملة واسعة، ومزج بينها، فكانت الزبدة، التي جاءت في أسلوب واضح وسَهْلٍ، ليس فيه غموض ولا صعوبة[152].


آراء المؤرخين والباحثين:

لقد أشاد بابن العديم كثيرٌ من المؤرخين والباحثين، ومن هؤلاء:

ابن شاكر الكتبي، الذي قال فيه: "كان مُحدثًا حافظًا، ومُؤرخًا صادقًا، فقيهًا مفتيًا، منشئًا بليغًا، كاتبًا مجودًا، درس وأفتى وصنف، وترسل عن الملوك، وكان رأسًا في الخط المنسوب، لا سيما النسخ والحواشي"[153].

 

وقال فيه ياقوت الحموي: قرأ الأدب وأتقنه، ثم درس الفقهَ فأحسنه، ونظم القريضَ فجَوَّدَه، وأنشأ النَّثْر فزَيَّنه، وقرأ حديثَ الرسول وعرف عِلَله ورجاله، وتأويله وفروعه وأصوله[154].


وقال فيه ابن حبيب: "رئيسٌ رُفِعت رايةُ مَجْدِه، وتَحلت مجالسُ الملوك بجواهر عقده، كان ذا وجاهة زائدة، وصلابة منافعها عديدة، وحرمة في الدَّولة وافرة، وأخلاق عن التواضُع والتلطف سافرة، وضبط وتحرير، وسياسة وتدبير"[155].

 

وقال فيه الدكتور شاكر مصطفى: "ترك ابن العديم ثروةً تاريخية مُهِمَّة، لكنها تتصل جميعًا ببلدته حلب، فهو مؤرخ إقليمي أو بلداني، مثل ابن عساكر، ولو أنَّه عانى التاريخ بأوسعَ وأحسنَ من المفهوم الذي فهم به مؤرخ دمشق"[156].

 

وابن العديم يستحق المكانةَ التي وصل إليها، فقد نشأ في بيت علم، وأخذ أسبابه، وكان مُؤرخًا كبيرًا، وشاعرًا عظيمًا، أرَّخ لتاريخ الشام بصفة عامَّة، ولتاريخ حلب بصفة خاصَّة، وقد اعتمدت كثير من رواياته على المشاهدة، فأتى برواياتٍ لَم يصل إليها غيرُه، وأصبحت كتبه التي وصلت إلينا مَصدرًا أوَّلِيًّا لهذه الفترة من تاريخ الشام عامة، وحلب خاصة.

 

الخاتمة:

بعد أن عرضنا لحياةِ الرجل وتُراثه العلمي والتاريخي، اتَّضح لنا أنَّ ابنَ العديم قد نشأ في بيت شهير بالعلم والأدب، وقد ساعد هذا في نُمُوِّ فكره وثقافته، فقد اعتنى به والده منذ الصِّغَر، وكذلك فقد توفَّر له عددٌ من الشيوخ الذين تعلم على أيديهم، وقد انصهر هذا كلُّه مع إرادة الرجل القوية، وحبه للعلم، وخرج لنا في عَددٍ من المؤلفات العظيمة، التي ضاع معظمُها، ووصل إلينا أقلها، ومن أهمِّ هذه المؤلفات كتاب "بُغية الطلب في تاريخ حلب"، وكتاب "زبدة الحلب من تاريخ حلب".

 

وقد وقفنا في الفصلِ الثالث على كتاب "زبدة الحلب من تاريخ حلب"، وعرفنا أنَّ ابنَ العديم من مُنطلق حبه وإيمانه بأهميَّةِ بلده حلب ومكانتها بين البُلدان - قد عكف عليها مَرَّة ثانية يكتب تاريخها مُرَتَّبًا على السنين، بعد أن كتبه في المرة الأولى مرتبًا على الحروف في كتابه "بغية الطلب في تاريخ حلب"، الذي شاع وانتشر بين الناس، فطلب منه الملك العزيز (613- 634هـ) أن يصنع كتابًا على السنين، ويختصر فيه تاريخه الكبير.

 

ومن خلال عَرض مُحتويات الكتاب وجدناه يبدأ بمُقدمةٍ في تاريخ حلب يُبيِّن فيها سببَ تسميتها وأهميتها بين البُلدان، ثم عرض لوُلاتها، وكذلك فقد اهتَمَّ بتوضيح صِلَة مصر بحلب، وكذلك دور حلب في حركة الجهاد ورَدِّ العُدوان.

 

وترجع أهميةُ الكتاب إلى أنَّه يُعَدُّ من أهم المصادر الأساسية لتاريخ الشام بصفة عامَّة، وحلب بصفة خاصة، وقد اتَّبع فيه ابنُ العديم المنهجَ الحولِيَّ المرتب على السنين، وإن كان لم يلتزم التزامًا كليًّا بهذا الترتيب.

 

ورأينا كيف أشاد كثيرٌ من المؤرخين والباحثين بابن العديم، واعترفوا له بدَوْره التاريخي والأدبي في العلم عامَّة، وفي التاريخ على وجه الخصوص.

 

المصادر والمراجع:

أولاً: المصادر:

1- ابن تغري بردي (أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردي الأتابكي المتوفَّى 874هـ)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، الجزء السابع، تقديم وتعليق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1992م).

 

2- ابن جبير، الرحلة، تحقيق: د. حسين نصار، القاهرة، (1955م).

 

3- ابن خلكان (شمس الدين أبو العباس أحمد المتوفَّى (681هـ/ 1271م))، وفيات الأعيان وأبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، (1977م).

 

4- السخاوي (الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن المتوفَّى 902هـ)، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، تحقيق: محمد عثمان الخشت، مكتبة ابن سينا بالقاهرة، (د. ت).

 

5- السيوطي (الحافظ جلال الدين عبدالرحمن المتوفَّى 911هـ/ 1505م)، حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، الجزء الثاني، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، بيروت، (1967م).

 

6- ابن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، تحقيق: يوسف بن إلياس، سركيس، بيروت، (1909م).

 

7- ابن شاكر الكتبي (المتوفَّى 764هـ/ 1362م)، فوات الوفيات، المجلد الثالث، تحقيق: د. إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، (د. ت).

 

8- أبو شامة (شهاب الدين عبدالرحمن بن إسماعيل المقدسي الدمشقي المتوفَّى (665هـ/ 1267م)، الذيل على الروضتين، أو تراجم رجال القرنين السادس والسابع، نشر عزت العطار الحسيني، القاهرة، (1947م).

 

9- الصفدي، الوافي بالوفيات، الجزء الرابع والعشرون، فرانز شتايز، ألمانيا، ط2، (1991م).

 

10- ابن العديم (كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة المتوفَّى (660هـ/ 1262م)، زبدة الحلب في تاريخ حلب، الجزء الأول، تحقيق: سامي الدهان، المعهد الفرنسي، دمشق، (د. ت).

 

11- أبو الفداء (الملك المؤيد إسماعيل صاحب حماة المتوفَّى 732هـ/ 1331- 1332م)، المختصر في أخبار البشر، الجزء الثالث، القاهرة، (1325هـ).

 

12- ابن كثير (عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفَّى  774هـ)، البداية والنهاية في التاريخ، الجزء الثالث عشر، بيروت، (1977م).

 

13- المقريزي (تقي الدين أحمد بن علي بن عبدالقادر بن محمد، المتوفَّى 845هـ)، السلوك لمعرف دول الملوك، الجزء الأول: تحقيق: أ.د/ محمد مصطفى زيادة، مركز تحقيق التراث بدار الكتب بالقاهرة، (1956- 1970م).

 

14- ابن منظور، لسان العرب، الجزء الثاني والثالث، طبعة دار المعارف، (د. ت).

 

15- ياقوت الحموي (شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي، المتوفَّى 626هـ)، معجم الأدباء، الجزء الرابع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1411هـ- 1991م).

 

16- ياقوت الحموي، معجم البلدان، الجزء الثاني، بيروت، (79- 1986م).

 

ثانيًا: المراجع العربية الحديثة:

1- د. إبراهيم أحمد العدوي، تاريخ العالم الإسلامي، الجزء الأول، مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، (د. ت).

2- د. شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، الجزء الثاني، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، (1987م).

3- د. شوقي عطا الله الجمل، علم التاريخ ومناهج البحث فيه، دار الزهراء الرياض، ط2، 1422هـ/ 2002م.

4- خير الدين الزركلي، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، المجلد الخامس، دار العلم للملايين، بيروت، ط7، (1986م).

5- د. عبدالفتاح فتحي، المماليك والعثمانيون في التاريخ، دار الهاني للطباعة والنشر بالقاهرة، (1427هـ/ 2006م).

6- د. عبدالمنعم ماجد، التاريخ السياسي لدولة سلاطين المماليك، مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، (1988م).

7- د. عادل عبدالحافظ حمزة، نيابة حلب في عصر سلاطين المماليك، الجزء الأول، سلسلة تاريخ المصريين رقم 187، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (2000م).

8- عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، الجزء الثاني، تحقيق: مكتب التراث، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1(1414هـ/ 1993م).

9- د. فتحية النبراوي، علم التاريخ، دراسة في مناهج البحث، دار الآفاق العربية، القاهرة، (1416هـ- 1996م).

10- د. فايد حماد عاشور، العلاقات السياسية بين المماليك والمغول في الدولة المملوكية الأولى، طبعة دار المعارف، القاهرة، (1976م).

10- كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب، الجزء الأول، حلب، (د. ت).

11- د. محمد راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، الجزء الرابع، حلب (د. ت).

12- د. محمد عبدالنعيم، دراسات تاريخية في مصادر عصري الأيوبيين والمماليك، دار الثقافة العربية بالقاهرة، (1424هـ- 2004م).

 

ثالثًا: المراجع الأجنبية المترجمة:

1- فرانز روزنثال، علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة: د. صالح أحمد العلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، (1403هـ/ 1983م).

 

رابعًا: الدوريات العلمية:

1- بولس اليسوعي، نظر في محاسن حلب وآثارها، مقال بمجلة المشرق، بيروت، (1889م).



[1] د. فتحية النبراوي، "علم التاريخ"، دراسة في مناهج البحث، ص 102، دار الآفاق العربية، بالقاهرة (1416هـ- 1996م).

[2] د. شوقي عطا الله الجمل، "علم التاريخ ومناهج البحث فيه"، ص 53- 55، دار الزهراء، الرياض، ط2، (1422هـ- 2002م).

[3] د. فتحية النبراوي، "علم التاريخ"، ص 102.

[4] المصدر السابق، الصفحة نفسها.

[5]د. فتحية النبراوي، "علم التاريخ"، ص 116.

[6] المصدر السابق، ص 116.

[7] د. شاكر مصطفى، "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 321، دار العلم للملايين، بيروت، ط2، (1987م).

[8]المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[9] د. فتحية النبراوي، "علم التاريخ"، ص 115: 116.

[10] ياقوت الحموي: معجم الأدباء: ج4، ص 433، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1(1411هـ- 1991م)، د. شاكر مصطفى: التاريخ العربي والمؤرخون، ج2، ص 263، د. فتحية النبراوي، علم التاريخ دراسة في مناهج البحث، ص 115. الزركلي: الأعلام، المجلد الخامس، ص 40، دار العلم للملايين، بيروت، ط7، 1986م.

[11] ابن العديم: زبدة الحلب في تاريخ الحلب، ج1، ص 15، تحقيق: سامي الدهان، المعهد الفرنسي، دمشق، (1945م).

[12] د. محمد عبدالنعيم، دراسات تاريخية في مصادر عصري الأيوبيين والمماليك، ص 199، دار الثقافة العربية، القاهرة، (1424هـ- 2004م).

[13] ابن العديم، زبدة الحلب، ج1، ص 14، د. محمد عبدالنعيم، دراسات تاريخية، ص 199.

[14] ياقوت الحموي: معجم الأدباء، ج4، ص 433.

[15] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 15، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 199.

[16] عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، ج7، ص 553، تحقيق: مكتب تحقيق التراث، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، (1414هـ- 1993م).

[17] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ص 19، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 201.

[18] أطلق قديمًا على المنطقة الشمالية من الشام اسم "باروا" و"بيرو"، وهو اسم يوناني كما وجدت في الخطوط الهيروغليفية باسم "حلبو"، ويرجع بعضُ المؤرِّخين هذا الاسمَ إلى ما بين الرابع عشر والعشرين قبل الميلاد، وكذلك وجد اسم هلبو في تلك المنطقة حوالي سنة 860 ق.م، وقد حُرِّف هذا اللفظُ إلى حلب، ويُضيف البعض أنَّ لفظةَ "حلب" سيريانية، وهناك روايات عديدة وردت في كُتُبِ القدماء عن نشأة مدينة "حلب"، وهذه الرِّوايات تَجمعُ بين الحقيقة والخيال، وتقتربُ من الأساطير المتداولة، التي تناولها الخلف عن السَّلَف، ومن ذلك أنَّ أبا الأنبياء إبراهيم- عليه السلام- أقام بالتل في تلك المنطقة، فكان يأمُر رجالَه بحلب الأغنام، وتوزيع لبنها على الناس في الطُّرقات، فاعتاد الناس ذلك، فقالوا: هل حلب إبراهيم؟ ومنها أنَّ حلب وحمص وَلَدَا مهر بن حمص بن حلب من بني عمليق، هما اللذان بنيا حلبَ وحمصَ، فنُسِبَتا إليهما، وذلك بعد ورود إبراهيم الخليل إلى الشام، ويذكر آخرون أن بلوكس الموصلي هو الذي بنى مدينةَ حلب سنة 3989 لآدم- عليه السلام.

وعلى أَيَّةِ حال، فقد ظَلَّ يُطلَق على تلك المنطقة من شمال الشام اسمان هما "حلب" و"بيرو" لفترة طويلة من الزَّمن، إلى أنْ صار اسمُ حلب هو الشائع الذي يُؤيده بعضُ المؤرخين، وقد غطى هذا الاسم مساحةً كبيرة من إقليم شمال الشام وهي مساحةٌ خضعت للاتِّساع والانكماش على مَرِّ عصورِ التاريخ الإسلامي، وفقًا للظروف السياسية لكُلِّ عصر؛ انظر: ابن الشحنة: "الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب"، ص 28، تحقيق: يوسف بن إلياس سركيس، بيروت، (1909م)، كامل الغزي: "نهر الذهب في تاريخ حلب"، ج1، ص 73 وما بعدها، حلب (د. ت)، ابن جبير: "الرحلة"، ص 239، تحقيق: حسين نصار، القاهرة (1955م)، د. عادل عبدالحافظ حمزة: "نيابة حلب في عصر سلاطين المماليك"، ج1، ص 45- 46، "سلسلة تاريخ المصريين رقم 187"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (2000م)، بولس اليسوعي: "نظر في محاسن حلب وآثارها"، ص 15، مقال بمجلة المشرق، بيروت (1889م).

[19] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ص 15، ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 434، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 199: 200.

[20] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 15. د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 200.

[21] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 433.

[22] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 18، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج7، ص 263، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 200.

[23] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 18- 19.

[24] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 453، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 201.

[25] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 454- 455، ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 20، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 201.

[26] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، 201.

[27] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ص 19- 20.

[28] شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 263.

[29] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 19، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 201.

[30] ابن العديم، "زبدة الحلب"، ج1، ص 20.

[31] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 455، ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 20، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 201: 202.

[32] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 202.

[33] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص20، ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص455، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص202.

[34]محمد راغب الطباخ: "أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، ج4، ص 530، حلب، (1923م)، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 202.

[35]ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 21، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 202.

[36] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 21.

[37] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4.

[38] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 21.

[39] المصدر السابق، الصفحة نفسها، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 202.

[40] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 455، ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 21، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 203.

[41] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 21، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص263، د. فتحية النبراوي: "علم التاريخ"، ص 115، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 203.

[42]د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 203.

[43]المصدر السابق، الصفحة نفسها.

[44] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 22، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 263.

[45] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 22، د. فتحية النبراوي: "علم التاريخ"، ص 116، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 204.

[46] أبو الفداء: "المختصر في أخبار البشر"، ج3، ص 191، القاهرة: (1325هـ).

[47] ابن كثير: "البداية والنهاية"، ج13، ص 215، بيروت، (1977م).

[48] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 24، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 204- 205.

[49] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 205.

[50] د. محمد راغب الطباخ: "أعلام النبلاء"، ج4، ص 499.

[51] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 205.

[52] المصدر السابق، ص 206.

[53] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 14- 15، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 206.

[54] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 27، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 263، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 206.

[55] بعد نجاح هولاكو قائد التتار في الاستيلاء على حران في جمادى الأولى سنة 657هـ وبلاد الجزيرة العربية بالعراق، أمر ولدَه بالمسير إلى الشام، فوصلت أخبارُ المغول إلى حلب، وكان توران شاه نائبًا عن أبيه السلطان الناصر بها، وفَرَّ الناسُ إلى جهة دمشق، فقام توران شاه بتَحصينِ حلب بالأسوار المحكمة وآلاتِ الحرب الكثيرة، ورفض إجابة هولاكو بتسليم البلد، وأمر توران شاه الجندَ والناسَ بالتحصُّن داخلَ حلب، وعدم الخروج لملاقاة التتار؛ لكثرتهم وقوتهم، وتمكن التتار من دخول "حلب" وقتلوا وأسروا الكثيرين بها، حتى امتلأت الطُّرقات بالقتلى، وأسقطوا قلعتها، وخربوها، وهدموا سورَها وجوامعها، وكان ذلك في صفر سنة 658هـ، وقد حل الفزعُ والرعب بأهلِ المدينة، ففروا إلى دمشق، وقد خان بعضُ ملوك الشام الأمانةَ ولَحِق بهولاكو مثل: الملك الأشرف موسى بن المنصور صاحب حمص، والبعضُ هرب بحريمه وأولادِه إلى مصر؛ انظر: المقريزي: "السلوك لمعرفة دول الملوك"، ج1، ص 422، تحقيق: د. محمد مصطفى زيادة، مركز تحقيق التراث بدار الكتب بالقاهرة، (1956- 1970م)، ابن تغري بردي: "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، ج7، ص 69- 70، تقديم وتعليق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1992م).

[56] ذكرت روايات المصادر أنَّ قطز اسمه محمود بن ممدود، وهو ابن أخت جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية، التي أسقطها التتار، فهو من أبناء الملوك، ويبدو أنَّه وقع أسيرًا في حروب التتار، وبِيعَ في سوق الرقيق بدمشق؛ انظر: السيوطي: "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"، ج2، ص 39: 38، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، بيروت، (1967م)، الصفدي: "الوافي بالوفيات"، ج24، ص 252، فرانز شتاينر، ألمانيا، ط2، (1991م).

[57] التقى المسلمون بالتتار في عين جالوت (بلدة صغيرة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين)، وكان على رأس التتار كتبغا وبيدرا نائِبَا هولاكو- الذي عاد إلى مَوطِنه في (منغوليا)؛ بسبب وفاة أخيه (منكو خان) الخان الأعظم على جميع التتار، وكان هولاكو يطمع في أن يَحلَّ مَحله- وشارك قطز في المعركة بنفسه، وأبلى بيبرس بلاءً حسنًا، وكان قطز إذا رأى ضعفَ جبهة المسلمين، ألقى خوذَتَهُ من على رأسه، وصاح بأعلى صوته: "وَاإسلاماه"، وقد هزم التتار هزيمةً ساحقة في هذه المعركة؛ انظر: د. عبدالمنعم ماجد: "التاريخ السياسي لدولة سلاطين المماليك"، ص 183، مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، (1988م)، د. فايد حماد عاشور: "العلاقات السياسية بين المماليك والمغول في الدولة المملوكية الأولى"، ص 46، طبعة دار المعارف، القاهرة، (1976م)، د. عبدالفتاح فتحي: "المماليك والعثمانيون في التاريخ"، ص 49- 50، دار الهاني للطباعة والنشر بالقاهرة، (1427هـ- 2006م)، د. إبراهيم أحمد العدوي: "تاريخ العالم الإسلامي"، ج1، ص 328، 330، مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، (د. ت).

[58] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 206.

[59] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص27، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 206.

[60] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 38.

[61] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 207.

[62] أبو شامة: "الذيل على الروضتين"، ص 217، نشر عزت العطار الحسيني، القاهرة، (1947م).

[63] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 433.

[64] المصدر السابق، ج4، ص 453.

[65]المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[66] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 201.

[67]القدوري من أعيان عصر ابن العديم، ولد ببغداد، وتُوفِّي بها سنة 428هـ، وانتهت إليه رئاسة الحنفية في العراق، وصنف المختصر المعروف بالقدوري في الفقه؛ انظر: ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 29.

[68] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[69] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 457- 461.

[70] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 205.

[71] المصدر السابق، ص 206- 207.

[72] ترك ابن شداد كتابًا في سيرة صلاح الدين الأيوبي اسمه "النَّوادر السُّلطانية والمحاسن اليوسفية"، وهو من كتب المذكرات، ويمكن اعتبار هذا الكتاب سيرة حقيقيَّة لصلاح الدين، فقد ذكر ابن شداد صورةً لحياة صلاح الدين، وأورد فيه أخبارًا مطولة عن حروبه إلى وفاته؛ انظر: فرانز روزنثال: "علم التاريخ عند المسلمين"، ص 146، ترجمة د. صالح أحمد العلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، (1403هـ- 1983م).

[73] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 29.

[74] هو جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس العلوي توفي سنة 673هـ، وهو من فقهاء الإمامِيَّة ومحدثيهم؛ انظر: الزركلي: "الأعلام"، ج1، ص 82، القاهرة، (1373- 1378هـ/ 1954- 1959م).

[75] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 30.

[76] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[77] هو محمد بن يوسف بن موسى الأزدي المهلبي، أبو بكر جمال الدين الأندلسي المعروف بابن مسدي، أصله من غرناطة، وسكن مكة إلى أن توفي فيها، فعندما رحل ابن العديم إلى الحجاز لقيه الرجل وأخذ عنه، وسمع منه، توفي ابن مسدي سنة 663هـ؛ انظر: ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 30.

[78] هو جمال الدين عثمان بن أبي بكر بن يونس من كبار علماء العربية، ولد في إسنا من صعيد مصر، ونشأ في القاهرة، وسكن دمشق، وتوفي في الإسكندرية، وعاش من سنة 570- 646هـ؛ انظر: الزركلي: "الأعلام"، ج2، ص 629.

[79] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 30.

[80] عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، ج2، ص 553.

[81] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص207- 208.

[82] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 456.

[83] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 208.

[84] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 41- 42.

[85]ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص42.

[86] المصدر السابق: الجزء والصفحة نفسهما.

[87]ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 456، ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص43، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 208.

[88]د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 208- 209.

[89] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 43، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 209.

[90] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 43.

[91] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 456.

[92] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص44.

[93] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[94]ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص 456، ابن العديم، "زبدة الحلب"، ج1، ص44.

[95] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 44.

[96]ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 45.

[97] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[98] ابن العديم، الجزء الأول، ص 46.

[99] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[100] نشر الأستاذ الطباخ هذا الكتاب وهو يترجم لابن العديم في كتابه "إعلام النبلاء"، ونشرته كذلك لجنة إحياء آثار أبي العلاء المعري؛ انظر: ابن العديم، "زبدة الحلب"، ج1، ص46.

[101] المصدر السابق، ج1، ص46.

[102]المصدر السابق، ج1، ص 46- 47.

[103] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 48- 49.

[104] ابن شاكر الكتبي: "فوات الوفيات"، ج2، ص 101، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، القاهرة (1951م).

[105] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 49.

[106] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص456.

[107] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 50.

[108] ابن خلكان، "وفيات الأعيان"، ج3، ص 183، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، (1977م).

[109] المصدر السابق، ج2، ص 376.

[110] السخاوي: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ"، ص 157، تحقيق: محمد عثمان الخشت، مكتبة ابن سينا بالقاهرة (د. ت).

[111] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 56، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 264، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 209- 210.

[112] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 56، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 210.

[113] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 210.

[114] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 56، د. فتحية النبراوي: "علم التاريخ"، ص 116.

[115] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص210.

[116] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص57، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص210- 211.

[117] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 57.

[118] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 211.

[119]ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 58.

[120] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص59، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص211، د. فتحية النبراوي: "علم التاريخ"، ص116.

[121] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 59، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 211- 212.

[122] ياقوت الحموي: "معجم البلدان"، ج2، ص 309، بيروت، (1979- 1986م).

[123] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.

[124] ياقوت الحموي: "معجم البلدان"، الجزء الثاني، ص 309.

[125] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 212.

[126] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 61، د. محمد عبدالنعيم، "دراسات تاريخية"، ص 212- 213.

[127] المصدر السابق، ج1، ص 61، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 213.

[128] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 61.

[129] ابن منظور: "لسان العرب"، ج3، ص1803، طبعة دار المعارف، (د. ت).

[130] المصدر السابق، ج2، ص 656.

[131] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص62، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 213- 214.

[132] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 214.

[133] د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص 266.

[134] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 63.

[135] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 63.

[136] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص214.

[137] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص63- 64، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص214.

[138] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص64.

[139] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 215.

[140] المصدر السابق، الصفحة نفسها.

[141] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 215.

[142]المصدر السابق، الصفحة نفسها.

[143] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 64، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 216.

[144] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص64.

[145] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص215.

[146] د. فتحية النبراوي: علم التاريخ، ص116.

[147] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 64، د. فتحية النبراوي: "علم التاريخ"، ص116.

[148] د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص216.

[149] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص67، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 218.

[150] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص 67- 68، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 218.

[151] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص65- 66، د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص264، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص117.

[152] ابن العديم: "زبدة الحلب"، ج1، ص66، د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص117.

[153] ابن شاكر: "فوات الوفيات"، ج3، ص 126.

[154] ياقوت الحموي: "معجم الأدباء"، ج4، ص456.

[155]د. محمد عبدالنعيم: "دراسات تاريخية"، ص 205.

[156]د. شاكر مصطفى: "التاريخ العربي والمؤرخون"، ج2، ص264.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحركة العلمية القرآنية في حلب في العصر الأيوبي
  • سراج حلب
  • من أشراف حلب الشهباء: أسرة آل الجنزير
  • الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة لابن شداد (ت 684هـ / 1285م)
  • الإنصاف والتحري لابن العديم (ت 660هـ / 1192م)
  • الحافظ الدمياطي في حلب
  • بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم

مختارات من الشبكة

  • جزء فيه الكلام على ختان النبي صلى الله عليه وسلم لابن العديم(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة زبدة الحلب في تاريخ حلب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أيها العبد العديم اللئيم لا يغرنك بالله الصبور الحليم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) في كتابي: (الشهادات والدعاوى)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) في كتاب: (الصلاة) جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • دراسة إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) كتاب الصيد والذبائح والضحايا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة بغية الطلب في تاريخ حلب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الأصول في النحو(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • ابن تيمية والمنطق الحجاجي قراءة في كتاب: "الخطاب الحجاجي عند ابن تيمية: مقاربة تداولية"(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب